صفحة خاصة بمقالات الصحفي الرائع أحمد التيناوي

أنثى في داخل كل رجل 13/08/2008

من فضلكم لا تستغربوا، فكل رجل على هذه الأرض يحمل أنثى في داخله!! .. عملياً تقول قصة الخلق إنَّ حواء خلقت من ضلع آدم، من أقرب مكان للقلب، وعمليا تمتلك حواء كل مايمتلكه آدم من صفات بيولوجية.. لأنها بحسب قصة الخلق جزء منه.. حواء أنثى وليست ذكراً، أنثى خالصة، صافية، أما آدم فليس ذكراً مئة في المئة.. لأن ضلعه استطاع أن يكون أنثى، ولم تخبرنا قصة الخلق أن ذكراً واحداً خلق من ضلع حواء.. جينياً يقوم وجود آدم على الاختلاف، بينما تتكون حواء من التماثل، هو يحمل الصبغي xy بينما هي تحمل الصبغي xx.. هو يحمل نصفاً مشابهاً لما تحمله هي، ولكنها لا تحمل نصفاً مشابهاً لما يحمله هو..في داخل كل رجل x ولا وجود للـ y في الأنثى.. إذاً في داخل كل رجل أنثى، ولكن لا وجود للذكر في حواء.. حياتياً بدأت حواء تلعب على العنصر الأنثوي الذي يحمله آدم.. بدأت تكتشف أنه يصلح أن يكون أماً، بدأت تشغله بمعطيات اللعبة العاطفية، أصبحت أنوثة آدم أهم سلاح بيولوجي تستخدمه الأنثى في مواجهة قمع الرجل لها..الرجل الذي كان يقمع المرأة، كان في الحقيقة يقمع الأنثى التي في داخله، يخاف أن يظهرها.. بأي طريقة كانت، كان يختبئ خلف نصفه الآخر، يقوي من عزيمته، ويستخدمه في عالم بيولوجي محض.. بيولوجيا الذكورة جعلت حمى القمع الذكوري للمرأة تورث، وهي التي اعتبرت أن ظهور بيولوجية المرأة عورة، وظهور بيولوجية الرجل مفخرة.. في داخل كل رجل أنثى.. سواء أخذنا قصة الخلق كمثال، أم اعتمدنا التوضيح الجيناتي كإثبات.. وعندما نعترف بذلك.. سنكتشف أننا كنا نخدع أنفسنا كذكور بأحجية التفوق.. الذي ربما كان الفضل فيه لهذا التفوق.. وجود الأنثى فينا فقط!!.
إطلالة
لن تبصريه بعد اليوم .. أخذه الضوء معه ورحل..
لن تسمعيه بعد اليوم .. محا كلّ الكلام ورحل..
لن تحزني عليه بعد اليوم .. أسكن الدمع عينيه ورحل..
لن تشتاقي له بعد اليوم .. أخفى الحب في قلبه ورحل..
لن تودعيه بعد اليوم .. جفف القبلة على شفتيه ورحل..
لن يطلب منك مغفرة بعد اليوم .. لأنه غفر لنفسه كل الخطايا .. ورحل

كما يراها ريمون!

» لافتات مطرية للمبدع أحمد مطر